"الإحصاء السعودية": انخفاض معدل بطالة السعوديات وارتفاع مشاركتهن الاقتصادية
"الإحصاء السعودية": انخفاض معدل بطالة السعوديات وارتفاع مشاركتهن الاقتصادية
كشفت الهيئة العامة للإحصاء في المملكة العربية السعودية، اليوم الأحد، عن تراجع ملموس في معدل البطالة بين النساء السعوديات ليصل إلى 10.5% خلال الربع الأول من عام 2025، وهو أدنى مستوى يتم تسجيله حتى الآن، مما يعكس استمرار التقدم في تمكين المرأة وتعزيز دورها في سوق العمل.
وأشارت الهيئة في بيان رسمي، إلى أن هذا الانخفاض يمثل تراجعاً بمقدار 1.4% مقارنة بالربع الأخير من عام 2024، ما يدل على تحسن تدريجي في فرص التوظيف للمرأة السعودية، في ظل السياسات التي تتبناها الدولة لدعم مشاركة النساء في مختلف القطاعات.
وأوضح التقرير الربع السنوي المعنون "إحصاءات سوق العمل للربع الأول من 2025"، أن نسبة مشاركة السعوديات في القوى العاملة ارتفعت إلى 36.3%، بزيادة قدرها 0.3%، ما يؤكد اتساع دائرة اندماج المرأة في الأنشطة الاقتصادية.
وفي الوقت نفسه، ارتفع معدل المشتغلات السعوديات إلى إجمالي السكان بمقدار 0.7% ليبلغ 32.5%، وهو ما يعكس ارتفاعًا في مستويات التوظيف الحقيقية للسعوديات في مختلف الفئات العمرية.
رؤية 2030 وتمكين المرأة
تأتي هذه الأرقام ضمن الجهود المستمرة لتحقيق مستهدفات "رؤية السعودية 2030"، التي تسعى إلى تعزيز دور المرأة في المجتمع والاقتصاد، عبر تمكينها من شغل الوظائف في القطاعين العام والخاص، وتشجيع بيئة العمل الداعمة لمشاركة المرأة.
وقد شهدت السنوات الأخيرة تحولات هيكلية كبرى في سوق العمل السعودي، شملت إقرار سياسات تشريعية جديدة لتكافؤ الفرص، وبرامج دعم المهارات والتأهيل، بالإضافة إلى توفير مزيد من فرص العمل في القطاعات غير التقليدية للمرأة مثل السياحة، والتقنية، والخدمات اللوجستية.
ورغم هذا التقدم، تؤكد تقارير اقتصادية أن هناك فرصًا إضافية لتعزيز التوظيف في المناطق الأقل نمواً أو في القطاعات التي لا تزال تعاني فجوة بين الجنسين، مع استمرار الحاجة إلى تحسين بيئة العمل، وتوسيع نطاق التدريب المهني والمبادرات الموجهة لرفع كفاءة النساء الباحثات عن عمل.
تحقيق شمول اقتصادي
تشير أرقام الهيئة العامة للإحصاء إلى أن السوق السعودية يمضي قدماً نحو تحقيق شمول اقتصادي أكثر توازناً بين الجنسين، مع استمرار الرقابة على معدلات البطالة والمشاركة والفرص المتاحة للنساء، بوصفها مؤشرات مركزية على طريق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية.
ويشكل تراجع معدل بطالة السعوديات إلى 10.5% تطوراً مهماً يعكس نجاح السياسات الاقتصادية والإصلاحات الاجتماعية في المملكة، ويعزز من زخم التغيرات الإيجابية الجارية في بنية سوق العمل، مع التأكيد على أهمية الاستمرار في دعم المرأة وتمكينها في مختلف المجالات، باعتبارها شريكاً فاعلاً في مسيرة التنمية الوطنية.